الاثنين، 17 مارس 2014

يافا مدينتي حبيبتي

يــافــا جميلة الجميلات مدينة عربية تقع على الساحل الشرقي للبحر المتوسط. وتُعتبر نافذة فلسطين الرئيسة على البحر المتوسط، وإحدى بواباتها الهامة. وقد كانت تلعب دوراً كبيراً وهاماً في ربط فلسطين بالعالم الخارجي، من حيث وقوعها كمحطة رئيسية تتلاقى فيها بضائع الشرق والغرب، وجسراً للقوافل التجارية. ويُعد ميناء يافا هو ميناء فلسطين الأول من حيث القِدم والأهمية التجارية والاقتصادية. جغرافيا و تاريخ: تقع يافا على البحر الأبيض المتوسط، إلى الجنوب من مصب نهر العوجا، على بُعد 7 كم، وإلى الشمال الغربي من مدينة القدس على بُعد 60كم. وكلمة يافا هي تحريف لكلمة (يافي) الكنعانية، وتعني جميلة، أطلق اليونانيون عليها اسم (جوبي)، وذكرها الفرنجة باسم (جافا). يمتد تاريخ يافا إلى (4000 ق.م). بناها الكنعانيون، وكانت مملكة بحد ذاتها، وغزاها الفراعنة، والآشوريون، والبابليون، والفرس، واليونان، والرومان، ثم فتحها القائد الإسلامي عمرو بن العاص عام 637 م او 16 هـ، وخضعت منذئذ لكل الممالك الإسلامية حتى الاحتلال البريطاني 1917. في عام 1099م احتل الصليبيون يافا وارتكبوا مذبحة بشعة بحق أهلها وطرد الباقي منها واصبحت مدينة للفرنجة وبقيت كذلك حتى حررها صلاح الدين 1191م. وفي عام 1204م عادت الى الفرنجة حتى حررها الظاهر بيبرس عام 1268م. و تعرضت المدينة لغزو نابليون سنة 1799 الذي هدم اسوارها و ذبح أربعة الاف من رجالها. ثم نهضت المدينة مرة أخرى و خاصة في عهد واليها محمد مير اغا المعروف بابي نبوت 1805-1819 وفترة الحكم المصري 1830-1840عهد إبراهيم باشا ابن محمدعلي باشا والي مصر و حسن الجابي 1910-1914. حتى ابتليت بالانتداب البريطاني 1917 الذي مهد لنكبة 1948 واحتلال الصهاينة لها وتشريد غالبية سكانها. بلغت مساحة يافا حوالي 17510 دونمات، وقُدر عدد سكانها عام 1922 حوالي (47709) نسمة، وفي عام 1945 حوالي (66310) نسمة، وفي عام 1947(72000) نسمة. وضمت سبعة أحياء رئيسية هي : البلدة القديمة، حي المنشية، حي العجمي، حي ارشيد، حي النزهة (ويعرف ايضا بالرياض)، حي الجبلية، وحي هريش (اهريش). الحارات و قد تكونت في البلدة القديمة مجموعة من الحارات اشتُهر منها: القلعة؛ الشيخ إبراهيم؛ النقيب؛ البرج؛ النصارى؛ الروم؛ الأرمن؛ الفلاحين؛ الطابية؛ السدرة؛ المراح؛ الرملية؛ السيلوية؛ بيبي؛ الزاوية؛ الشيخ رسلان البكري؛ الأشرفية؛ الحشاش؛ الزنط؛ الشيخ جمعة. وخلال فترة الحكم المصري (غزو إبراهيم باشا لبلاد الشام) 1830-1840 ، ازدادت أعداد المهاجرين إلى يافا، وانضم عدد كبير من الفلاحين المصريين إلى مَن سبقوهم من فلاحين مهاجرين إلى المنطقة. وكلما ازداد عدد البيّارات واتسعت مساحاتها، ازداد الطلب على العمّال الزراعيين، الأمر الذي جذب المهاجرين المصريين، وظهرت قرى جديدة خارج أسوار البلدة القديمة، سكنها بداية هؤلاء المهاجرون، ثم انضم إليهم آخرون فيما بعد من جميع الأرجاء، وأُطلق عليها اسم السكنات من كلمة ثكنة او مكان سكن صغير وأشهر هذه السكنات كان: سكنة العبيد، وسكانها، في معظمهم، قدموا من السودان؛ سكنة إرشيد شمالي البلدة القديمة وبعد هدم أسوار المدينة عُرفت بحارة إرشيد؛ سكنة العجمي؛ سكنة المسلخ؛ سكنة الجبلية؛ سكنة أبو كبير؛ سكنة درويش )أبو طه(؛ سكنة الحلوى؛ سكنة العراينة؛ سكنة الدنايطة؛ سكنة تركي؛ سكنة السبيل؛ سكنة الهريش؛ سكنة المطرية؛ سكنة أبو رفاعي؛ سكنة المنشية؛ سكنة العزم؛ سكنة حمّاد؛ سكنة صميل؛ سكنة تل الريش؛ سكنة كرم التوت؛ سكنة الغزازوة. وأقام في معظم هذه السكنات عمال اعتاشوا من العمل في البيارات والأعمال المتعلقة بتجارة البرتقال، وبعد إزالة اسوار يافا في عام 1874 أصبح بعض هذه السكنات من أحياء يافا مثل المنشية و ارشيد الجبلية و العجمي. وقد تم إزالة جميع السكنات الان لعبت مدينة يافا دوراً مميزاً وريادياً في الحركة الوطنية ومقاومة المحتل البريطاني من جهة والصهاينة من جهة أخرى. فمنها انطلقت ثورة 1920 ومنها بدأ الإضراب التاريخي الذي عَمَّ البلاد كلها عام 1936، ودورها الفعّال في ثورة 1936. وقد امتد الاضراب الذي تخلله عصيان مدني كامل من 17/4/1936 الى 13/11/1936. وهو اطول اضراب لشعب كامل في التاريخ وكان بداية للثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939 التي كلفت الشعب الفلسطيني 3000 شهيد و 7000 جريح بينما اوقعت 1500 بين قتيل و جريح في اليهود و 1800 بين قتيل و جريج في الانجليز. و قد استعمل فيها سلاح النفط لأول مرة في 1936 عندما تم تفجير انبوب النفط العراقي الى ميناء حيفا. وقد شهدت يافا بعد قرار التقسيم معارك دامية بين المجاهدين وحامية يافا من جهة والصهاينة من جهة أخرى. وبعد سقوط المدينة واقتحامها من قبل الصهاينة في 15/5/1948 جمع الصهاينة أهالي يافا في حي العجمي، وأحاطوه بالأسلاك الشائكة، وجعلوا الخروج منه والدخول إليه بتصريح من الحكم الصهيوني. وقد بلغ عدد سكان يافا في 1948 حوالي (3651) نسمة، وفي عام 1965 أصبحوا حوالي (10000) نسمة، ويقدر عددهم حالياً بأكثر من (20000) نسمة احتلت مدينة يافا مركزاً هاماً في التجارة الداخلية والخارجية بفضل وجود ميناؤها. كما قامت بها عدة صناعات أهمها: صناعة البلاط، والأسمنت، والسجائر، والورق والزجاج، وسكب الحديد، والملابس والنسيج. وكانت أيضاً مركزاً متقدماً في صيد الأسماك. وكانت مدينة يافا مركزاً للنشاط الثقافي والأدبي في فلسطين، حيث صدرت فيها معظم الصحف والمجلات الفلسطينية. وبلغت مدارس يافا قبل 1948 (47) مدرسة منها (17) للبنين، و (11) للبنات، و (19) مختلطة. وكان فيها أيضاً ستة أسواق رئيسية متنوعة وعامرة. وكان بها خمسة مستشفيات، و 12 جامعاً كبيرا عدا الجوامع و الزوايا المقامة في السكنات. وبها عشرة كنائس وثلاث أديرة. برج الساعة في يافا: من اهم معالم يافا. وهو واحد من 7 أبراج أقيمت في مدن فلسطين في العام 1901 احتفالاً بمرور 25 عاماً على اعتلاء السلطان عبد الحميد الثاني العرش العثماني (تقع الأبراج الأخرى في القدس، وحيفا، وعكا، وصفد، والناصرة، ونابلس - إلاّ أن برج القدس هدمته القوات البريطانية عند دخولها للمدينة). ويعتبر أحد أهم الآثار المعمارية الإسلامية العثمانية في المدينة، بعد أن قام الاحتلال الإسرائيلي بهدم الكثير من معالم المدينة. تم الانتهاء من تشييده عام 1906 وقد أخذت التسمية من اسم السلطان عبد الحميد ميناء يافا: يُعتبَر ميناء يافا منْ أشهرِ الموانئ في البحر المتوسط و أقدمها. فقد كان بوابة فلسطين على مدى الاف السنين. يُذكر أنّ ميناء يافا كان مليء بالصخور، لذلك لم يكن للسفن الكبيرة مكان للرسو في الميناء وإنّما كان المجال فقط للسفن الصغيرة ، وهذا الشيء جعل أصحاب القوارب هم الذين يقومون بتفريغ السفن من بضائع وينقلونها إلى القوارب ثم إلى الشاطئ، وأيضاً يَنقلون الرُكّاب والمُسافرين حتى يوصلونهم إلى الشاطئ. أمّا مداخل الميناء فهي ثلاثة: 1- مدخل "الدوبلعة"، من الشمال وهو من أوسع المداخل. 2- مدخل "البوغاز"، وهي كلمة تركية تعني: (الضيّق)، وهو من أضيَق المداخل وأخطرها، لكنه المدخل الأقرب إلى الميناء، ومنْ خلاله تدخل القوارب لتنقل البضائع للناس. 3- مدخل "عويجان" ، من الجهة الجنوبية ،ومعناه : (الأعوج) ، وهذا المدخل غير موجود اليوم ،لأنه غير مريح، وهو الآن مليء بالصخور والرمال. وللميناء بوّابتان: احدها شمالية، والثانية جنوبية، كانت لمنع التهريب أو دخول غير العاملين للميناء. ورغم كل الصعوبات التي يواجهها الناس الوافدين إلى يافا، بسبب خطورة ميناءه فإنّه لا استغناء عنه. في أوائل القرن العشرين أصبح الميناء اقل خطورة ببناء لسانا بحريا، لحماية وسائل النقل، وبُني هذا اللسان عن طريق إحضار صخور من خارج مدينة يافا ، وجرى عمل صبّات إسمنتّية ضخمة ، وتوسيع الميناء بواسطة جرافات كبيرة. رغم كل هذه الأعمال فقد ظلت السفن الكبيرة ترسو بعيداً، لانّ الميناء لم يكن عميقا. وكان في كل عام بعد انتهاء موسم البرتقال ،يتم تنظيف الميناء بالجرافات، وإلقاء الرمال والحصى والأوساخ، ويتم كل ثلاثة أشهر تنظيف عادي كي لا يقل عمق الميناء. ومن مرافق الميناء "الفنار" و"الكرنتينا"(المحجر الصحي) و قهوة الاسكندراني و "لجنة البحارة"(جمعية البحارة) : وهي تقوم بتنظيم أمور المواعين وأصحاب المراكب الذين كانوا يتسابقون لتحميل وتفريغ السفن الكبيرة، وكان أول من أسس هذه الجمعية هو :" المحامي خليل بيك جبري" . و مكتب الزراعة وهو من دوائر الميناء لفحص جودة الحمضيات قبل تصديرها إلى الخارج وبعد الموافقة عليها تُنقل إلى مخازن البرتقال ، حتى يتم نقلها عبر السفن. أمّا إذا لم يتم الموافقة عليها، فيُطلَب من صاحب الشُحنة أن يفرزها مرة أُخرى. اقتصاد يافا قبل النكبة : ازدهر اقتصاد يافا قبل النكبة و كان مصدره البحر و البر. فالميناء كان بوابة فلسطين وكان الميناء مصدر دخل كبير مقابل التحميل و التنزيل و التخزين و النقل و الإدارة. وقد سبق ان ذكرنا ذلك. كما كان البحر موردا لأفضل أنواع السمك التي شكلت صناعة وتجارة وغذاء و اطباق اختصت بها يافا مثل سلطان ابراهيم، المرمير، واللّقص و كانت رحلة الصيد تبدأ من بركة قمر، جانب المينا، وتنتهي في الكازاخانة، عند قهوة إحميد. ومن أنواع السمك الاخرى: الفرّيدن، والفرفور، والمسْقار، والعمبار، واللّبط، والأجاج، والمليطة، والسرغوس، والبوريَّ، وسمكاً كنا نسمّيه والكومونست، أو البلشفيك! اما اقتصاد البر فكان يرتكز على الزراعة و السياحة و الصناعات الخفيفة و الخدمات البنكية و المواصلات و اهمها زراعة و تصدير البرتقال و ملحقاتها. كذلك على بعض الصناعات مثل الورق و الصابون و الانسجة و الصناعات المعدنية و الغذائية مثل العصائر و المربيات و الحلاوة و الطحينة حيث كان السمسم من المنتوجات الرئيسية وفي جانب الخدمات فقد كان في يافا محطة القطارات و قريبا منها مطار اللد وسبعة بنوك، وهي البنك العربي، بنك باركليز، والبنك العثماني، وبنكو دي روما، وبنك انجلو فلسطين، وبنك الأمة، والبنك الألماني. و عدد من الفنادق و النوادي والمقاهي التي يجتمع فيها رجال الاعمال و السياسة و الثقافة.
شركة السكب الفلسطينية: شركة السكب الفلسطينية شارع القدس بيافا مقابل سبيل ابو نبوت قرب سكنة ابو كبير. تأسست 1931 من قبل موسى عبد النبي و كان لها دورا وطنيا في صناعة المصفحات و الالغام لصالح الثورة الفلسطينية مساجد يافا: كان في يافا قبل النكبة 12 مسجدا كبيرا و عدد من المساجد الصغيرة في السكنات و الحارات. و المساجد الكبيرة هي: جامع حسن بيك شيده حسن البصري الجابي الضابط العثماني السوري عام 1914 في المنشية و جامع البحر شيده الوزير العثماني حسين باشا عام 1876 في طريق المينا و الجامع الكبير (المحمودية في مركز البلد) والذي بناه الشيخ محمد بيبي الإمام عام 1745 ثم أعاد بنائه الوالي التركي أبو نبوت عام 1810 و سماه باسم ابنه محمود و جامع السكسك بناه الأخوة عبد القادر، وعبد اللطيف، ومحمد أبناء الحاج حسين السكسك في عام 1883 شارع الصلاحي و جامع الطابية الذي أقامه احمد بن طولون (835-884م) الذي بنى الطابية (القلعة) في البلد القديمة و جامع النزهة أقيم عام 1937 بالنزهة و جامع سيدي ابراهيم العجمي أقامه الحاج يوسف المناوي بالعجمي عام 1892م و جامع الجبلية أقامه الحاج محمد السكحفي بالجبلية عام 1877 وجامع ارشيد و الشيخ رسلان (في البلدة القديمة، ينسب إلى الشيخ شهاب الدين بن رسلان الرملي (775- 844هـ)).وجامع البركة و جامع الدباغ في البلد القديمة وقد هجرت هذه المساجد بعد النكبة و صادرت بعضها سلطات الاحتلال و كادت ان تندثر لولا جهود الهيئة الاسلامية بيافا و مؤسسة الاقصى و جمعية ميراث التركية و عائلة السكسك وغيرها التي قامت بحمايتها و استعادة بعضها واحدا بعد الاخر و احيائها و ترميمها. كنائس يافا: كنيسة القديس بطرس في يافا أو "كنيسة القلعة" أو "كنيسة للكاثوليك الفرانسيسكان"، تعتبر من أهم معالم مدينة يافا المطلة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وقد تم بناء الكنيسة في عام 1654 تخليداً للقديس بطرس على طراز "الباروك المعماري"، و البناء الحالي يعود لعام 1888 وأحد ث ترميم رئيسي لها كان في عام 1903. كنيسة اللاتين مار انطون بشارع الحلوة، كنيسة و دير الاقباط (تل عرقتنجي)، كنيسة و دير اليونان في البلد القديمة على البحر، و كنيسة عمانوئيل و كنيسة القديس جورج و وكنيسة مريم للروم الكاثوليك وكنيسة و دير طامينا (المسكوبية) في أبو كبير وكنيسة الأرمن و الكنيسة المارونية بالعجمي الحياة الثقافية المكتبات: ومن مظاهر النشاط الثقافي في يافا إنتشار المكتبات العامة والخاصة في معظم أحياء المدينة ، ومنها : - مكتبة فلسطين العِلمية ، في شارع بسترس . - مكتبة فلسطين ، في حي العجمي . - المكتبة العصرية ، في شارع بسترس . - مكتبة عبد الرحيم ، وتقع في وسط المدينة . - مكتبة الطاهر، تقع في شارع جمال باشا . - مكتبة العموري ، ومكتبة طلبة ، كما وجدت مكتبات في الأندية الرياضية ، والأندية الاجتماعية في المدينة . الجمعيات: نوادي يافا قبل النكبة: تعددت النوادي الرياضية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في يافا وكان أشهرها والنادي الأرثوذكسي الذي تأسس سنة 1924م، وتمتع بفريق لكرة القدم يعتبر من أقوى الفرق في فلسطين.والنادي الرياضيّ الاسلاميّ، الذي تأسَّس سنة 1926م، وفاز عدَّة سنوات ببطولة فلسطين في كرة القدم. أما النادي العربي، فقد نَشِطَ في الأدب والفكر والسياسة، وأسسَّ أول مدرسة مسائية لمحو الأميّة. أما نادي السيركل سبورتيف فقد انحصر نشاطه في لعبة التنس. ونشِطَ النادي الأنطوني الكشفي في المدينة، وكان خاصاً بأبناء طائفة اللاتين، كما اشتهر النادي الأولمبي للملاكمة والمصارعة، ونادي الشبيبة الاسلامية، ونادي زهرة الأقحوان للسيدات، ونادي التضامن النسائي. صحف و مطابع يافا قبل النكبة: صدرت من يافا اكبر 3 صحف يومية في فلسطين و هي فلسطين اسسها عيسى العيسى 1911 و الدفاع اسسها ابراهيم الشنطي 1934 و الجامعة الاسلامية اسسها الشيخ سليمان التاجي الفاروقي. كما صدرت من يافا عشرات الصحف و المجلات الاسبوعية و الشهرية منها: الجريدة و الميزان و الحياة الرياضية و الحوادث و الرياضي و الضياء و النداء و نداء الارض و الشعب و الزراعية العربية و المستقبل و الجيل و الاقدام و النشرة الاقتصادية و انصار الثقافة. ومما ساعد في ازدهار الصحف في يافا وجود مصنع للورق وعدد من المطابع منها: المطبعة العصرية و التجارية و الهاشمية و مطبعة فلسطين و الكمال و مجلة الخميس و الترقي و الجامعة الاسلامية و الدفاع و السراط و التوريق و الشرق و الزهراء و الكفاح و الفجر و يافا المسارح و السينما: ظهر أول المسارح في يافا في أواخر القرن التاسع عشر مثل مسرح الزرافية، ومسرح قهوة البنور، ومسرح الباريزيانا، ومسرح مقهى الحلواني. ومنذ عشرينيات القرن العشرين ظهرت مسارح جديدة شكلت أيضاً دور عرض لأفلام السينما، منها دار سينما الطوبجي على اسم صاحبها عبد الرحمن الطوبجي. كما أقامت الأندية الثقافية في المدينة مسارح عُرضت فيها المسرحيات والأفلام السينمائية، ومنها مسرح النادي الرياضي، ومسرح النادي العربي. وكان العديد من الفرق المسرحية يقدّم خلال العام موسمين: الصيفي وكان يبدأ في روبين، والشتوي وكان يقدّم في دور المسرح في يافا. وزار العديد من الفرق المسرحية المصرية يافا، وقدّم عروضاً كثيرة على مسارح المدينة. كما اشتُهرت مقاهي يافا بإقامة المسرح فيها كمسرح قهوة أبو شاكوش. وفي عشرينيات القرن العشرين وثلاثينياته، تأسست في يافا مجموعة من دور السينما أهمها وأفخمها سينما الحمراء التي ما زالت عمارتها الجميلة قائمة حتى اليوم. وكانت هذه السينما المكان المفضل للعائلات اليافية. وبرزت دور سينما أُخرى، منها: سينما نبيل؛ سينما أبولو؛ سينما الشرق؛ سينما الرشيد؛ سينما فاروق؛ سينما الصلاحي؛ سينما الطوبجي؛ سينما فنقل؛ سينما عدن . اشهر مقاهي يافا: قهوة الباريزيانا و قهوة اللمداني بشارع جمال باشا وقهوة القدس بأول شارع القدس و قهوة بريستول بشارع بسترس و قهوة الانشراح بطريق المحطة و ثلاثة مقاهي لتجار البرتقال في شارع الصلاحي أهمها قهوة داود . وقهوة احميد آخر شارع العجمي قبل المستشفى الحكومي وقهوة الكبوب المعروفة بقهوة التيوس في كرم الزيتون وقهوة الاحول في الميناء وقهوة المدفع قرب مدفع رمضان مقاهي الى جانب عدد من المقاهي الصغيرة خاصة في منطقة الميناء ساحة الشهداء ( الساعة) بيافا اشهر فنادق يافا: فندق كليف بسكنة هريش لأصحابه عائلة بركات و فندق كونتننتال اول شارع النزهة ساحة البلدية و فندق رمسيس اول شارع يافا تل ابيب وفندق القدس في حي الملكان و بني خصيصا لاستقبال امبراطور النمسا عام 1869 وفندق الجزيرة بشارع بسترس و العديد من الفنادق الصغيرة في شارع المنشية والمحطة ووسط البلد المستشفيات و الصيدليات و العيادات: كان في يافا قبل النكبة خمسة مستشفيات هي المستشفى الحكومي و الفرنساوي و الايطالي و الانجليزي و الكرنتينا و مستشفى الدكتور فؤاد الدجاني. كما كان هناك عدد كبير من العيادات الطبية الخاصة و الصيدليات المدارس: بلغ عدد المدارس في يافا في عام 1942/1943 49 مدرسة ضمت 10621 طالباً وطالبة ، و 323معلماً ومعلمة . منها المدرسة المروانية بنين والمدرسة العباسية و المدرسة الاموية بنين و المدرسة لانجليزية العليا بنات ومدرسة الشيخ ابراهيم الشاعر و مدرسة الاصلاح التابعة لجمعية الاصلاح الاسلامية و مدرسة دار العلوم و المدرسة الانجليزية بنين و المدرسة الانجليزية بنات و المدرسة الارثوذكسية بنين و مدرسة الفرير بنين و المدرسة العامرية بنين و مدرسة الزهراء بنات و مدرسة الراهبات بنات و مدرسة حسن عرفة بنين و كلية الثقافة و مدرسة حسني الاسمر الخاصة بنين و مدرسة النهضة و مدرسة شعبان سرور الخاصة و مدرسة اليرموك ومدرسة طارق بن زياد و المدرسة الايوبية بنين و مدرسة الرياض ومدرسة الاخوة و مدرسة تراسانطة و المدرسة الفيصلية التابعة لجمعية الشبان المسلمين والمدرسة الفرنسية و المدرسة النموذجية ومدرسة ضابيطا موسم النبي روبين: كان موسم النبي روبين قبل النكبة لازمة من لوازم الحياة الاجتماعية كلما تحسنت الأوضاع الاقتصادية في المدينة، وكان هذا الموسم يمتد على مدار شهر كامل يتوافق موعده مع نهاية قطف البرتقال الذي يصادف عادة اول الشهر الهجري الذي يبدأ في أيلول / سبتمبر. وتشير المصادر إلى أن الآلاف من سكان يافا و الرملة و اللد شاركوا سنوياً في هذا الموسم الذي اكتسب في الموروث الثقافي صفة مصيف روبين. وخلال فترة الموسم كان الأهالي ينصبون آلاف الخيام فوق الأراضي الرملية المحيطة بمقام النبي روبين بالقرب من شاطئ البحر وضفة النهر، وفي حقيقة الأمر فإن الزوّار أو المصطافين كانوا، ولشهر كامل، يقيمون مدينة خيام موقتة يصل عدد سكانها إلى ما بين ثلاثين وخمسين ألفا. وخلال فترة موسم روبين كانت مدينة يافا تصبح ولشهر كامل فارغة من أكثر سكانها الذين كانوا يذهبون للاصطياف على ضفاف روبين. وخلال موسم روبين كانت الأسواق تقام لجميع أصناف البضائع، فضلاً عن المقاهي والمطاعم، وأماكن الترفيه الكثيرة. وفي هذا الموسم كانت تقام احتفالات دينية بقراءة الموالد وختم الختمة وتجري مسابقات الخيل والفروسية ، وتقيم عدة فرق غنائية وموسيقية حفلاتها الغنائية وتقدم الفرق المسرحية عروضها، وبعض هذه الفرق كان فرقاً محلية، وقد جاءت فرق مسرحية من بيروت ودمشق والقاهرة كي تقدم عروضها للمصطافين. وما يلفت النظر أن هذه العروض كانت تقدَّم بالتتالي وبالتناوب للرجال وللنساء على حد سواء، وكان المعلنون في عدة إعلانات للعروض المسرحية يعلنون أوقات العرض الخاصة بالنساء والرجال. ومنذ ثلاثينيات القرن العشرين بدأ عرض أفلام سينمائية في الهواء الطلق لإمتاع المصطافين وتسليتهم. علاوة على ذلك شارك في موسم روبين مشاهير المطربين من مصر ولبنان وأنحاء فلسطين، الذين جاؤوا بصورة خاصة لإحياء احتفالات روبين. وقدّم موسم روبين للنساء أكثر من غيرهن فرصة للتحرر ولو موقتاً من الأطر الاجتماعية والثقافية التي حصرتهم داخل "أربعة جدران"، وللخروج إلى الفضاء العام والمشاركة في نشاط ترفيهي مختلط ما بين الجنسين، ومقبول اجتماعياً. وهذا الاشتياق، وانتظار الموسم سنوياً، شغلا بال العديد من نساء يافا. وما يجب تأكيده هنا هو أن موسم روبين الذي كان في بداياته موسماً دينياً تغيّر طابعه الاحتفالي ليصبح شعبياً، وكان الطابع الديني فيه ثانوياً. وهكذا أصبح موسم روبين بالتدريج موسماً ليافا، الأمر الذي سمح للمسيحيين والمسلمين بالمشاركة فيه والاستمتاع بأجوائه الترفيهية كونهم أبناء مجتمع واحد ومدينة واحدة، رجالاً ونساء. وتوقف الموسم بعد النكبة وأصبح المكان منطقة عسكرية والمقام انقاضا الى ان قامت جمعيات أهلية بتنظيفه وإقامة الصلاة فيه مؤخرا . موسم النبي أيوب : يقام سنوياً في حي العجمي قرب شاطىء البحر الجميل . وهو عيد أربعاء أيوب، وهو ولي البحر، الرديف الإسلامي لعيد الفصح المسيحي ولطقوس الخصب. تحتفل به الكثير من مدن شرق المتوسط مثل بيروت و غزة و يافا و العريش. ففي هذا العيد كانت كانت العائلات تعد البيض الملون و تخرج الى البحر و كانت النساء العواقر يرتمين على أمواج البحر ويرددن «لقّح لقح يا أيوب». أما الفتاة التي وصلت إلى العشرين، وهي سن العنوسة، فتصيح: يا بحر جيتك زايرة من كتر ما أنا بايرة، كل البنات اتجوزت وأنا على شطك دايرة. ومع الأسف اختفت طقوس أربعاء أيوب ولم يبق من آثارها إلا أكلة «المفتقة».
 

 

 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق